صحة الأسرة ... تفاوت عمر الزوجين يؤدي الى ذرية أكبر
قال باحثون نمساويون انه من اجل انجاب اكبر عدد ممكن من الاطفال فإن على الرجل ان يتزوج امرأة تصغره بست سنوات وعلى المرأة ان تجد شريكا يكبرها بأربع سنوات. وقال المشرف على الدراسة المتخصص في علم الانسان مارتن فيدر استاذ الانثربولوجيا في جامعة فيينا ان الباحثين حاولوا استخدام البيانات الاحصائية الاصلية لتفسير السبب الذي يجعل الرجل يفضل في الغالب امرأة تصغره في العمر فيما يجعل المرأة ترغب في رجل يكبرها سنا.
وقال انه في حين انه ليس من قبيل المفاجأة سماع ان الرجال يختارون نساء اصغر عمرا منهم لزيادة لياقتهم الانجابية وان النساء يخترن شركاء يكبرهن في العمر طلبا للامان الا ان الدراسة هي الاولى التي تقيس الاختلاف في العمر والنتائج فيما يتعلق بعدد مرات الانجاب.
وقال فيدر “لم يوضح احد من قبل نتائج ذلك على عدد الذرية. لقد أوضحنا للمرة الاولى ان هذا هو الحال”.
واراد الباحثون ايجاد افضل عمر لكل من الرجال والنساء يؤدي الى أكبر عدد من الذرية ولذلك درسوا معلومات تتعلق بذلك وخرجوا بأعداد مختلفة بالنسبة لكل طرف.
وكتب الباحثون في (رسائل علم الاحياء للجمعية الملكية) قائلين انهم جمعوا معلومات من السجلات الوطنية السويدية التي تعود الى 55 عاما لتتبع عدد المواليد وأعمار الازواج.
ودرس الباحثون الرجال والنساء الذين لم يغيروا شركاءهم في الفترة بين انجاب اول وآخر طفل ووجدوا اختلافا في العمر بين الازواج الذين انجبوا اكبر عدد من الذرية.
وقال فيدر انه بالنسبة للرجال والنساء ان يكون الشريك الاخر من العمر الامثل فهذا يعني ان يكون متوسط الانجاب 2,2 طفل مقارنة مع 1,2 طفل عندما يختارون شركاء من نفس العمر.
وهذه هي نتيجة تحليل احصائي ولا يعني ذلك ان كل رجل يمكن ان يجد امرأة اصغر منه بست سنوات وان كل امرأة ستجد رجلا يكبرها بأربع سنوات.
كما اظهرت الدراسة التي اجريت على الازواج خلال فترة الانجاب ان كلا من الرجال والنساء الذين غيروا شركاءهم عادة ما اختاروا في المرة الثانية شخصا اصغر عمرا من الشريك الاول.
وكانت النتائج التي تتعلق بالرجال متوقعة لكن اختيار المرأة شريكا اصغر عمرا من شريكها الاول كان مفاجئا كما قال فيدر. واشار الى انه نظرا لان النساء يكُنَّ قد تقدمن في العمر عند ايجاد شريك ثان فانهن يبحثن عن شريك اصغر سنا وهو رجل اكثر خصوبة.
وكتب الباحثون “وهذا الامر يبقى حقيقيا بالنسسبة للرجال والنساء. فالرجال ينتقلون الى شريك اصغر بكثير والنساء ينتقلن الى شريك اقل عمرا بقليل عن الشريك الاول”.
من جهة ثانية أظهر بحث طبي جديد أن عمر الزوج قد يمثل عاملا مهما يؤثر في خطر إصابة زوجته بتسمم الحمل الناتج عن ارتفاع ضغط الدم الشرياني قبل الولادة.
وقال الباحثون في كلية الطب بجامعة نيويورك إن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، الذي يعرف بسابق التشنج الحملي أو تسمم الحمل، يؤثر في حوالي 7% من النساء الحوامل ويعرض الأم والطفل للخطر، وقد يؤدي في الحالات الشديدة إلى نوبات تشنجية تسبب الوفاة.
ووجد الباحثون بعد الأخذ في الاعتبار عمر الأم وعوامل الخطر المعروفة، أن خطر الإصابة بتسمم الحمل كان 24% في الأحمال التي تراوحت أعمار الأزواج فيها بين 35 و44 عاما، ووصلت هذه النسبة إلى 80% في حال كان عمر الزوج 45 عاما وأكبر، مقارنة بحالات الحمل التي ضمت أزواجا تراوحت أعمارهم بين 25 و34 عاما.
وتتمثل أحد التفسيرات المحتملة لتأثير عمر الزوج على مضاعفات الحمل في أن معظم الحيوانات المنوية تكون تالفة بسبب الطفرات الوراثية التي تحدث مع تقدم الرجل في السن أو لأسباب بيئية مثل المبيدات الحشرية والإشعاع والحرارة العالية، حيث تزيد هذه الاعتلالات بطريقة ما خطر إصابة الأم بتسمم الحمل.
وأظهرت الدراسات أيضا أن خطر إصابة المرأة بتسمم الحمل يزيد عند إصابة والدتها أو جدتها لوالدها بهذه الحالة، وأن حوالي 12% من حالات تسمم الحمل قد تظهر نتيجة للخطر الإضافي المرافق لتجاوز الرجال سن الخامسة والثلاثين، مقارنة مع حوالي 50% من الحالات المرتبطة بالخطر الزائد من الأمهات الكبيرات في السن.
وبشكل غير متوقع، لاحظ الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة “علم الوباء” أن خطر التشنج الحملي كان أعلى بحوالي 25% عند النساء اللاتي كان أزواجهن صغارا في السن، أي من تراوحت أعمارهم بين 15 و24 عاما، مقارنة مع المجموعة التي تراوحت أعمار الرجال فيها بين 25 و34 عاما.